مشاعر الأطفال: كيف نساعدهم على التعبير عنها والتعامل معها في الروضة
مرحلة الروضة، تشكل مرحلة تطورية هامة في حياتهم، حيث يتعلمون كيفية التعبير عن مشاعرهم بطرق مختلفة وكيفية التعامل معها بشكل إيجابي. تشمل هذه المهارات الأساسية تطوير قدرة الأطفال على التعرف على مشاعرهم ومشاعر الآخرين، واكتساب القدرة على التحدث بصراحة عن مشاعرهم، وتطوير استراتيجيات للتهدئة عندما يشعرون بالاستياء أو الضغوط.
أهمية تطوير مهارات إدارة المشاعر
يحتاج الأطفال إلى تعلم كيفية التعامل مع مشاعرهم، حتى يستطيعوا بناء مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. فعندما يصبح الأطفال أكثر وعيًا اجتماعيًا وعاطفيًا ومهاريًا ، يمكنهم التفاعل مع الناس بشكل أفضل، والهدوء عندما يكونوا منفعلين، والتفكير في حل للمشكلات التي تواجههم .
صعوبات الأطفال في التعرف على مشاعرهم ومشاعر الآخرين
قد يكون من الصعب على الأطفال أن يدركوا ويفهموا مشاعرهم ومشاعر الآخرين من دون مساعدة . فالعملية التي يتم فيها الهدوء عند الاستياء ، واستخدام الكلمات للتحدث ووصف المشاعر تحتاج إلى الكثير من التدريب وتحتاج أيضًا إلى دعم كبير من المعلمة .
تقدم المعلمة الدعم والتفسير، وتساعد الأطفال على فهم مشاعرهم والتعبير عنها بطرق مناسبة لها . فالأطفال الذين يتعلمون كيفية فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين يصبحون قادرين بشكل أفضل على ضبط ردود أفعالهم .
مساعدة الأطفال على تحديد ووصف المشاعر هي خطوة أولى مهمة. فالكثير من الأطفال في مرحلة الروضة ليس لديهم المفردات او الكلمات التي تساعدهم على وصف المشاعر مثل “غاضب” أو “خائف”، وليس لديهم مهارات لقراءة الوجوه أو فهم لغة الجسد. لذلك يجب على المعلمات مساعدتهم وتطوير تفكيرهم عن طريق الحديث عن المشاعر والعواطف وتسميتها .
تعزيز مفهوم المشاعر عند الأطفال
فيما يلي بعض النصائح المهمة لدعم مفهوم المشاعر عند الأطفال في الروضة :
- اسألي الأطفال كيف يشعرون ولاحظي مشاعرهم طوال اليوم. مثلاً، إذا لاحظتي قلق أو خوف أو حزن لدى طفل ، اسأليه : “كيف تشعر؟” أو “يبدو أنك قد تكون حزينًا بسبب شيء ما.”
- تحدثي معهم طوال اليوم عن المشاعر. عند قراءة القصص لهم، قومي بتسمية مشاعر الشخصيات واشرح الوجوه والحركات التي تعبر عن مشاعرهم.
- تحدثي عن مشاعرك أنت أيضًا خلال اليوم. مثلاً، قل: “أنا سعيد اليوم لأننا سنذهب في رحلة!” أو “أشعر بالحزن لأني اضطررت لأخذ كلبي للطبيب.” اطلب منهم ملاحظة وجهك وتعبيراتك الجسدية واسألهم: “كيف تعرف أني سعيد اليوم؟”
- تحدثي عن كيفية شعور الناس في مواقف مختلفة لتعزيز ادراكهم أن جميع الأشخاص لديهم مشاعر.
عند قراءة قصص أو الحديث معهم، اسأليهم: “لماذا تعتقدين أنها شعرت هكذا؟ كيف يمكن معرفة أنها حزينة؟” - اسمحي لهم بتسمية المشاعر حتى عندما ليست لديهم الكلمات للتعبير عنها. مثلاً، قل: “يبدو أنك قلق من عدم الحصول على فرصة للعب على الأرجوحة اليوم. هذا الشعور يُسمى القلق. دعونا نفكر في خطة للتعامل مع هذه المشكلة إذا كنت تشعر بالقلق.”
دعم الأطفال في التعامل مع مشاعرهم بشكل إيجابي
عندما يشعر الأطفال بالانفعال أو بمشاعر قوية، من المهم أن تحاول المعلمة تهدئتهم قليلاً حتى يتمكنوا من التعبير والتحدث عن مشاعرهم بشكل أفضل.
فبعد أن يتعلم الأطفال كيفية الهدوء والتحدث عن مشاعرهم، يمكنهم البدء في التفكير في حل للمشكلة.
وعندما يتمكن الأطفال من حل المشاكل، يصبح بإمكانهم التركيز بشكل أفضل على المهام، والتعلم، وتكوين الصداقات، والتعامل مع المواقف الاجتماعية.
التحدث عن المشاكل وكيفية حلها يساعد الأطفال على تطوير تفكير مرن لديهم ، ويساعدهم على التفكير بطرق مختلفة لحل المشاكل. يساعد ذلك في بناء ثقتهم بأنفسهم ومشاعرهم الإيجابية بأنهم قادرون .
تطوير مهارات تنظيم المشاعر وحل المشاكل لدى الأطفال
لدعم مهارات تنظيم المشاعر وحل المشاكل لدى الأطفال في الروضة :
- ساعدي الأطفال على الهدوء عندما يبدأوا في الاستياء أو الانفعال . مثلاً، قل: “يبدو أنه وقت مناسب للتهدئة. دعونا نأخذ نفسًا عميقًا معًا.”
- ساعدهم على وصف مشاعرهم بعد تهدئتهم ليتمكنوا من التحدث عن المشكلة. مثلاً، بعد أن يهدأ الطفل، قل: “لقد هدأت والآن يمكنك أن تخبرني كيف تشعر وما هي المشكلة. ثم سنبحث معًا عن طرق لحل المشكلة.”
- كوني نموذجًا لهم في التحدث عن مشاعرك وحل المشكلات. على سبيل المثال أخبريهم : “أعتقد أنني بحاجة إلى أخذ نفس عميق والهدوء. أنا غاضبة لأنني لا أستطيع أن أجد الكتاب الذي كنت سأقرأه لكم. يجب أن أفكر أين وضعته. كان معي عندما مشيت إلى الزاوية. إذا مشيت هناك، ربما سأجده.”
- شجعهم على مشاركة مشاعرهم مع بعضهم البعض. عندما يحدث مشاكل، قدّمي لهم الفرصة للحديث مع بعضهم البعض عن مشاعرهم والمشكلة. هذه العملية تساعدهم على وصف مشاعرهم والتحدث عن المشكلة والبحث عن حلاً.
- اشرح لهم أن جميع المشاعر جيدة، ولكن ليست كل السلوكيات جيدة. مثلاً، قل: “من الممكن أن تشعر بالغضب عندما تنتظر دورك في مكانك المفضل. ولكن من غير المقبول دفع صديقك.”
- ادعميهم عندما يحلون مشاكلهم ! مثلاً، قول : “تمارا، وسامي لقد هدأوا واستطاعوا أن يحلا مشكلتهم لوحدهم ويلعبوا معاً . كنتما رائعين !” حددي التصرف الذي مدحتيهم عليهم ففي البداية هدأوا ثم وجدوا حلاً وأكملوا لعبتهم .
مواقع : Pennsylvania State University