في مرحلة الطفولة المبكرة والروضة، يخوض الأطفال رحلة مهمة من التعلم والنمو الذي يلعب دوراً حاسماً في تطويرهم الشامل. لذلك تعتبر المهارات الحركية الكبرى أحد الجوانب الرئيسية لهذا التطور، حيث تساعد في بناء أسس قوية لتنمية جسمية وعقلية متكاملة. في هذا المقال، سنستكشف أهمية تطوير المهارات الحركية الكبرى لأطفال الروضة ونقدم نصائح قيمة لتعزيزها بشكل فعال أيضا .
مفهوم المهارات الحركية الكبرى:
تُعرف المهارات الحركية الكبرى بأنها المهارات التي تتطلب استخدام العضلات الكبيرة في الجسم لأداء الحركات الدقيقة والمعقدة. وتشمل هذه المهارات تنقلات الجسم والتوازن والقفز والركض والتسلق وغيرها. بالتالي ، تلعب هذه المهارات دوراً حاسماً في حياة الأطفال، حيث تسهم في تحسين التنسيق الحركي وتعزز مهارات التفكير والتفاعل الاجتماعي.
أهمية تطوير المهارات الحركية لأطفال الروضة:
تعتبر مرحلة الروضة فترة حساسة في تطور الأطفال، حيث يكتسبون العديد من المهارات الحركية الكبرى التي تؤثر في حياتهم المستقبلية. من خلال تطوير هذه المهارات، يمكن للأطفال أن يكتسبوا الثقة في أنفسهم ويتمتعوا بالتناغم والتوازن الجسدي. كما تسهم هذه المهارات في تعزيز قدراتهم العقلية وتحفيزهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة التعليمية والاجتماعية.
ثم ان المهارات الحركية الدقيقة (مثل القدرة على التحكم في الأصابع ) تعتمد على المهارات الحركية الكبرى , فمن خصائص نمو الطفل أنه ينمو من الداخل الى الخارج ,هذا يعني انهم بحاجة الى الى القوة في التحكم بجسمهم قبل تطويرها في أيديهم وأرجلهم .
أنواع المهارات الحركية :
1-المهارات الانتقالية :هي انتقال وتحريك الجسم من مكان الى الخر مثل المشي والجري
2- مهارات المعالجة والتناول :هي المهارات التي تتطلب تناول ومعالجة الأشياء بالأيدي او بالأرجل مثل :استلام الكرة او ركلها , دحرجة الكرة ,التصويب
-ثابت : بحيث يحافظ الطفل على توازن جسمه ضمن أوضاع معينة مثل الوقوف على قدم واحدة .
-متحرك :هي مهارات الحفاظ على توازن الجسم اثناء أداء حركي معين مثل : اللف , الدوران , الدحرجة ,المشي على عارضة التوازن .
ويتم تطوير هذه المهارات تدريجيا وبمرور الوقت , والانتقال من الحركات البسيطة الى الأكثر صعوبة ,ثم حركات أكثر تحديد ودقة .
5 أنشطة لتنمية وتطوير المهارات والعضلات الكبيرة
- تنقلات الجسم والتوازن:
تشمل هذه الأنشطة المشي والركض والقفز والتوازن على قدم واحدة. يمكن تحسين تلك المهارات من خلال ألعاب الدوران والتوازن والسير على الخطوط المستقيمة.
- القفز والركض:
يمكن تشجيع الأطفال على القفز بشكل متكرر والركض بسرعة لتحسين مهاراتهم الحركية الكبرى وتعزيز اللياقة البدنية.
- التسلق والزحف:
تشجيع الأطفال على التسلق والزحف عبر المنصات والأنفاق يمكن أن يساهم في تطوير مهاراتهم الحركية الكبرى والتحكم في حركاتهم.
- رمي والتقاط الكرات:
ممارسة الرمي والتقاط الكرات يمكن أن تساهم في تنمية مهارات الإصابة والتركيز لدى الأطفال.
- الرقص والحركات التعبيرية:
المشاركة في الرقص والحركات التعبيرية يمكن أن تعزز المرونة الجسدية وتحسن تنسيق الحركة لدى الأطفال.
التحديات التي قد تواجه تطوير المهارات الحركية للأطفال وكيفية التغلب عليها:
- التحديات النمائية: قد يواجه بعض الأطفال صعوبات في تطوير المهارات الحركية. من المهم التعامل مع هذه التحديات بحساسية وتوفير الدعم اللازم لهم.
- قلة النشاط البدني: قد يؤدي قلة النشاط البدني إلى ضعف المهارات الحركية. من الضروري تشجيع الأطفال على اللعب والحركة بانتظام.
- الاستخدام المفرط للشاشات: قد يؤثر الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية على تطور المهارات الحركية. من الضروري تقليل وقت استخدام الشاشات وتشجيع النشاط الحركي بدلاً منها.
في النهاية، يجب أن يتم تطوير المهارات الحركية لدى أطفال الروضة بطريقة تتيح لهم الاستمتاع بالحركة واللعب. يجب علينا أن نضمن توفير بيئة مشجعة وممتعة لهم، حيث يمكن للأطفال أن يتعلموا وينموا بسعادة وثقة بأنفسهم.