مفهوم التنظيم العاطفي للأطفال
التنظيم العاطفي للأطفال هو القدرة على فهم وإدارة العواطف بطريقة صحيحة. عندما يكون الطفل قادر على تنظيم عواطفه وانفعالاته ، فهذا يعني أنه أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الصعبة. ولا يتم إزعاجه بسهولة و يشعر بالهدوء والسيطرة لأن لديه استراتيجيات التكيف.
أهمية تنظيم العواطف عند الأطفال
في حين أنه من المهم أن يتعلم الأطفال المهارات الأكاديمية والاجتماعية وغيرها من المهارات أثناء نموهم، إلا أنه من المهم بنفس القدر تطوير مهارات التنظيم العاطفي لديهم. يؤثر التنظيم العاطفي على صحة الأطفال الجسدية والعقلية. كما أنه يؤثر على مهارات حل المشكلات، والعلاقات مع الآخرين، والنجاح الشامل في الحياة.
من خلال تعليمهم طريقة تنظيم عواطفهم بشكل أفضل في سن مبكرة، قد يتمتع الأطفال بصحة نفسية أفضل، وأنظمة دعم قوية، وثقة أكبر بالنفس. يمكن أن يساعدهم تنظيم انفعالاتهم أيضًا على إدارة التوتر والقلق بشكل أفضل، ووضع الحدود المناسبة مع الآخرين، والتعامل مع المواقف الصعبة بشكل أكثر فعالية، وتنمية التعاطف مع الآخرين.
ممارسة أنشطة التنظيم العاطفي للأطفال في الروضة
تسمية العواطف مع الأطفال
من أهم المهارات التي يمكن للأطفال تطويرها فيما يتعلق بالتنظيم العاطفي هي القدرة على التعرف على العواطف وتسميتها وتصنيفها الى مشاعر سلبية او ايجابية . القدرة على تسمية المشاعر تساعد الأطفال على فهم الحالة العاطفية التي يعيشونها والتعبير عنها ، لذلك يجب تعريف الأطفال على المشاعر المتنوعة وأسمائها عن طريق عرض بطاقات وصور توضيحية وأنشطة متنوعة .
رسم المشاعر: نشاط تنظيمي عاطفي للأطفال
إحدى الطرق الممتعة والفعالة لمساعدة الأطفال على تسمية مشاعرهم هي جعلهم يرسمون المشاعر المختلفة . على سبيل المثال “ارسم شكل وجه يعبر عن شعورك بالغضب” أو “رسم وجهك عندما تشعر بالسعادة ” علينا تشجيع الأطفال على الرسم والابداع ، او استخدام مواد متنوعة من البيئة لتشكيل المشاعر مثل استخدام اوراق الشجر او الاغصان والأحجار الصغيرة ..
ثم بعد ذلك نطلب منهم عرض ومشاركة رسوماتهم مع باقي الأطفال في الفصل أو في مجموعات صغيرة. سيساعد هذا النشاط الأطفال على فهم مشاعرهم والتعبير عنها بشكل أفضل. سيسمح لك أيضًا بالتعرف على ما يشعرون به وما قد يحدث في حياتهم.
نموذج في التنظيم العاطفي
إحدى أفضل الطرق لتعليم الأطفال كيفية فهم و تسمية المشاعر هي أن نكون نموذجاً أمامهم في التعبير عن عواطفنا وطرق التعامل معها حسب الموقف.
إذا كنا نشعر بالإحباط أو الغضب أو الحزن، فتخصيص دقيقة لمشاركة مشاعرنا مع الأطفال والتحدث عن سبب هذا الشعور . ذلك سيساعد الأطفال على التعرف على مشاعرهم ومعالجتها وتصنيفها بطريقة صحية. وأن وجود مشاعر مختلفة لدينا أمر طبيعي ، وأنه عن طريق القليل من ضبط النفس يمكن معالجة المشاعر والتعبير عنها بطريقة صحية.
تمارين التأمل واليقظة الذهنية باعتبارها أنشطة تنظيم عاطفي للأطفال
هناك إستراتيجية أخرى لتعليم الأطفال كيفية تنظيم عواطفهم بشكل فعال وهي دمج تمارين التأمل واليقظة في روتين الفصل الدراسي الخاص بك. تم تصميم ممارسات اليقظة الذهنية هذه لمساعدة الأفراد على اكتساب المزيد من التحكم في أفكارهم ومشاعرهم، وبناء الوعي الذاتي، وزيادة تركيزهم وتركيزهم. اقرأ المزيد عن تعليم اليقظة الذهنية للأطفال.
تمارين التنفس
تمارين التنفس هي واحدة من أكثر الطرق فعالية للتركيز وتهدئة النفس ، ولهذا السبب هي جزء مهم من التنظيم العاطفي. عندما نشعر بالتوتر أو القلق أو الغضب، يصبح تنفسنا أكثر سرعة. ولمساعدة الأطفال على تنظيم عواطفهم، يمكنك تعريفهم ببعض تمارين التنفس . مجرد التوقف وأخذ بعض الأنفاس العميقة يمكن أن يساعد في تهدئة الموقف الانفعالي.
اليوغا والتمارين البدنية
تعتبر اليوغا والتمارين البدنية الأخرى أداة رائعة أخرى لمساعدة الأطفال على تنظيم عواطفهم. تعمل هذه الأنشطة على تعزيز الصحة العقلية والعاطفية عن طريق زيادة تدفق الأكسجين إلى الدماغ، وتقليل هرمونات التوتر، وتحسين الحالة المزاجية. يمكنهم أيضًا المساعدة في تحسين الثقة بالنفس وزيادة مستويات الطاقة وتعزيز المرونة. لقد ثبت أن وقت ممارسة الرياضة البدنية يقلل من السلوكيات الصعبة في الفصل الدراسي.
التحدث عن العواطف كنشاط روتيني للأطفال في الروضة
إحدى أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تنظيم عواطفهم هي التحدث عنها ببساطة. يمكن القيام بذلك في إطار مجموعة أو بشكل فردي. يمكنك البدء بسؤال أطفال عن مشاعرهم اليوم .
من المهم الاستماع إلى ما يقوله الأطفال والتحقق من صحة مشاعرهم او تصحيحها . يمكنك أيضًا تقديم النصائح حول كيفية التعامل مع مشاعر معينة، مثل الغضب أو الحزن. هذه طريقة رائعة لبناء علاقة وثقة مع الأطفال ومساعدتهم على الشعور براحة أكبر عند التحدث عن مشاعرهم.
ممارسة الرعاية الذاتية
واحدة من أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تعلم كيفية تنظيم عواطفهم هي ممارسة الرعاية الذاتية . يمكن أن يشمل ذلك أنشطة امثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى أو المشي أو اللعب الحر أو الأسترخاء او الفنون
يمكن أن تساعد أعمال الرعاية الذاتية البسيطة هذه الأطفال على تقليل التوتر والقلق، وتحسين حالتهم المزاجية، وزيادة إحساسهم العام بالرفاهية. من المهم أيضًا تعليم الأطفال كيفية التعرف على الوقت الذي يشعرون فيه بالإرهاق أو التوتر. بهذه الطريقة يمكنهم أخذ قسط من الراحة وممارسة الرعاية الذاتية قبل أن تخرج عواطفهم عن نطاق السيطرة.
تعليم الأطفال ردود الفعل العاطفية المناسبة
تعليم الأطفال تقييم نوع ردود الفعل العاطفية المناسبة للمواقف المختلفة. على سبيل المثال، فإن فقدان أحد الأجداد يستدعي مستوى مختلف من الحزن مقارنة بعدم شراء لعبة أعجب بها .
تعليم الأطفال السيطرة على المشاعر
يجب على الأطفال أن يدركوا أنه لا بأس بأن يشعروا بجميع المشاعر، ولكن من المهم معرفة كيفية إدارتها بشكل مناسب. لا ينبغي أبدًا تجاهل العواطف أو قمعها، لكن لا ينبغي أيضًا السماح لها بالسيطرة على حياتنا.